يطيب لي ويسعدني أن أتواجد معكم اليوم، في هذه المناسبة العلمية القيّمة، في رحاب هذا الصرح العلمي
البحثي، لأشارككم فرحة الاحتفال بعيدنا الوطني المخصص ليوم العلم، وأتقدم بجزيل الشكر والعرفان
لزمالئي الوزراء الذين لبوا دعوتنا وأبوا أن يشاركونا مراسيم هذه الاحتفالية الوطنية والعلمية والدينية
والتاريخية الخاصة، والتي تلتئم ونحن في رحاب شهر رمضان الفضيل، فهنيئا لنا جميعا بالمناسبتين
غدا، وككل سنة في 16 أفريل تحتفل بالدنا بيوم العلم تمجيدا للعلماء وناشري العلم، من أجل تشجيعهم
على البحث والابتكار والتميز، للدفع ببلدهم قدما لمسايرة التطورات العلمية والتكنولوجية العالمية
ومواكبة ركب التقدم والازدهار والرقي للبلدان، وإحياء لمآثر رائد النهضة العلمية والدينية والثقافية
المصلح والمجدد، وأحد رموز الحركة الوطنية والعلمية، ومؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس طيب اهلل ثراه في الذكرى الثالثة والثمانين 83 لرحيله، ومن ورائه
كل التقدير والتبجيل للعلماء الأجالء في مختلف التخصصات في هذه المناسبة، التي نستذكر فيها أعمال
وتضحيات هؤلاء الأفذاذ، ونترحم على أرواح من غادرونا منهم، من أجل الاستلهام منهم مبدأ الإخالص
للدين والوطن، وحب العمل والتفاني فيه، وروح البحث العلمي وأخالقياته.
السيدات والسادة الأفاضل
تحيي بالدنا ذكرى يوم العلم هذه السنة، تحت شعار « الذكاء االصطناعي في خدمة المجتمع » وتالمذتنا
وطلبتنا يحتفلون بهذه المناسبة، وهم يرددون ويفخرون بمآثر شيخنا الذي حارب حتى آخر رمق من
حياته، كل المخططات الاستدمارية الفرنسية لطمس الهوية الوطنية، وهدم عقيدة األمة، والقضاء على
لغتها، وإفساد أخالقها، وتشويه ثقافتها، حيث كان اإلمام عبد الحميد بن باديس من الأوائل الذين آمنوا
بأن تحرير العقل من الجهل والخرافات، يسبق تحرير الأوطان، حين جزم بأن « العلم هو وحده الإمام المتبع في الحياة، في الأقوال والأعمال والاعتقادات »