ينظّم مخبر تحليل الخطاب بالتّعاون مع مخبر الممارسات اللغوية بالجزائر
النــــــدوة الوطنية لتكوين طلبة الدكتـوراه الموسومة بــ
معالم التفكير الاستدلالي في العلوم الإنسانية بالجامعة الجزائرية
يوم 07 نوفمبر2022
الدّيبــــــــــــاجة
تشغل إشكالية وجود فكر عربيّ مبتكر في القضايا الفلسفيّة والأكاديميّة عند الباحثين في مختلف الدّول العربية. وقد توزّع المهتمّون بها بين من يؤمن بوجود عقل عربيّ مبادر يطرح قضايا أصيلة في البحث العلميّ اللّسانيّ والأدبيّ، ومن يجزم بتبعيّة نظريّة قراءة التّراث العربيّ للنّظريات الغربيّة، ومحاولة تطبيقها على المدوّنات النّصية العربيّة، دون أن ينشغل المفكّر العربيّ بقضايا لغويّة يفرضها واقعه الاجتماعيّ؛ وبين من يحصر الدّراسات العربيّة في الممارسة الترجمية
وإذا ما حاولنا ترقّب واقع البحث العلميّ انطلاقا من نواته الأولى، وهي الطالب الباحث، تظهر ملامح هذا الطرح من خلال عدم إدراك الطالب أنّ الفرق بين التّعلم في المراحل المدرسيّة المختلفة وبين التّعلم في المرحلة الجامعيّة هو فرق نوعيّ، إضافة إلى عزوف طلاب أقسام العلوم الإنسانيّة عن قاعات المحاضرات، اللّهمّ إذا كان ذلك من أجل الحصول على المعدل الذي يمكّنهم من الانتقال إلى مستوى أعلى. إنّ النّتيجة المنطقيّة لهذا السّلوك وذاك ستكون ابتعاده عن التّفكير الاستدلاليّ في تلقي المادة العلميّة واستثمارها في حياته اليوميّة والعلميّة، إذ يفترض اكتساب آليات تفكير استدلاليّة من أيّ مقياس علميّ تقاس عليها وضعيات مختلفة لحل أزماتٍ ومشكلات معيّنة، أبسطها تحليل نصّ سؤال ما باسترجاع المعلومات المناسبة وتنظيمها وترتيبها بشكل منطقيّ يضمن التّفكير السّليم لبناء إجابة تحتكم للحجج والإقناع، والابتعاد عن التّعبير عن فكرة واحدة، وادعاء التّفكير بتقديم معلومات تمّ حفظها ليستنتج معلومات جزئية حفظها هي الأخرى، ثم تحرير الإجابة معتقدا أن هيكلة التّحرير من المقدمّة والعرض والخاتمة هي نفسها منهجيّة التّفكير. ومن هنا، عدم تمييزه بين منهجية البحث، من جهة، ومنهجيّة وبيداغوجيّة الكتابة العلميّة، من جهة ثانية، وهو ما سيصعّب عليه مهمة الكتابة المنهجية في مذكرة التخرج وفي مرحلتي الماستر والدكتوراه
إنّ ما نحاول دراسته هنا، إضافة إلى ما سبق، قد فرضته المستجدّات السّوسيوثقافيّة والمشارب المعرفيّة التي تدخل في التّحولات المعرفيّة التّي طرأت على العديد من المعارف والعلوم الإنسانيّة، والتي ألغت وهم الحدود الفاصلة بينها، وقضت على المنهج الواحد، وأفضت إلى حقيقة التّكامل والتّفاعل بين مناهج وحقول المعرفة الإنسانيّة، ونذكر بهذا الصدّد إفادات الدّراسات اللغويّة والأدبيّة، من علوم التّاريخ والفلسفة والدّراسات الثّقافيّة والسّيميولوجيا والأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع والبيولوجيا المعرفية، والعلوم العصبية
ينضاف إلى هذين العاملين عامل آخر، هو التّرجمة التي شكلّت آلية لانفتاح العلوم الإنسانيّة العربيّة على النّظريات الفكريّة والإنسانيات الرّقمية، التي تستند خلفياتها المعرفيّة والمنهجيّة إلى الّتفاعل والتّداخل والتّلاقح بين العلوم الإنسانيّة والحاسوبيّة، إلا أنّها مقياس سلبيّ للبحث العلميّ باللغة العربيّة إذا ما نظرنا إلى نسبة الكتب العلميّة الأكاديميّة التي تترجم من اللّغة العربيّة إلى لغات أخرى
الإشكالية
تأسيسا على ما سبق، ارتأينا في مخبر تحليل الخطاب ومخبر الممارسات اللغوية في الجزائر أن نجعل من موضوع ثنائيّة الفكر الاستدلاليّ وواقع البحث العلميّ الجامعيّ في العلوم الإنسانيّة والاجتماعية عامة والدراسات اللغوية خاصة، مجالا للتفكير والسّؤال والنّقاش في ندوة وطنية لتكوين طلبة الدكتوراه الموسومة بـ: معالم التّفكير الاستدلاليّ في العلوم الإنسانيّة بالجامعة الجزائريّة وذلك بغرض البحث عن مدى وجود آليات معرفيّة ومنهجيّة، تنتمي إلى حقول معرفيّة مختلفة تسعف في اقتراح منهجيّة عمل يوفّق فيها الباحث (طالبا كان أو أستاذا) في إنتاج معرفة جديدة، بالإجابة عن
التّساؤلات التّالية
هل/كيف يمكن إعادة قراءة التّراث العربيّ القديم دون الوقوف عند وصفه، وصولا إلى تحديد آليات القراءة الجديدة بما يناسب هذا النّص دون مقارنته بنظريات غربيّة حديثة، أي إعادة استنطاق النّص للوصول إلى نظريات خاصة لا فرض أو إسقاط للنّظريات الغربيّة عليها؟
متى نعود إلى الدّراسات العربيّة القديمة وكيف نعيد قراءتها قراءة لا نسقط من خلالها النّظريات الغربيّة؟
ما مدى فعالية برمجة الفلسفة في جميع التّخصصات لضمان اكتساب آليات التّفكير الاستدلاليّ؟
كيف يمكن الاستفادة من التّفكير الرّياضي في اللّسانيات الحاسوبيّة وكيف يمكن تجاوز استعمال نتائج هذه الدّراسات إلى الإسهام في الابتكار والاجتهاد في هذا البحث؟
ما هي منهجية العمل التي تحفز الطّالب الجامعيّ على التحصيل والبحث العلميّ؟
ما هو الاختلاف بين التّفكير الفرديّ والتّفكير المؤطر في فرق بحث ومتى يفرض البحث إنجازه في إطار فرديّ أو
جماعيّ؟
أهداف الندوة
طرح واقع الفكر العربيّ ومناقشة تداعياته على البحث العلميّ الجامعيّ
توجيه الطّلبة الباحثين إلى التّحكم بالمنطق الاستدلاليّ وآلياته التّطبيقية
خلق فضاء معرفيّ تتفاعل فيه العلوم المختلفة بالانفتاح على الأبحاث المشتركة بين تخصصات وقطاعات متعددة
محاور الندوة
أ- التفكير الاستدلالي في إنتاج النص الأدبي وتحليله
ب- ابستيمولوجيا المناهج (السيميائية، البنوية، التداولية، المعرفية، الأنثروبولوجيا)
ت- العمليات المعرفية الاستدلالية في قراءة النص الأدبي وتأويله
ث- الترجمة بين التّمثلات اللغوية والمنطق الاستدلالي
ج- آليات التفكير الاستدلالي في البحث اللساني
ح- التفكير الاستدلالي في إعادة بناء التراث العربي
خ- النظريات اللسانية والاستدلال
د- التنظير اللساني وكيفيات الاستدلال في البحوث الميدانية
ذ- التكامل المعرفي والمنطق الاستدلالي
ر- العلوم الإنسانية والمنطق الرياضي
ز- العلوم الإنسانية والهندسة الفضائية
س- العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية (علم الأعصاب وعلم النفس وأمراض الكلام)
ش- العلوم الإنسانية والفلسفة (المنطق)
ص- العلوم الإنسانية والروحانيات
ض- التفكير الفردي والتفكير الجماعي في فرق البحث (مخابر ومراكز ومؤسسات البحث)
تنظيم الندوة
الرئيس الشرفي للندوة: أ.د أحمد بودة رئيس جامعة مولود معمري، تيزي وزو؛
المشرفة على الندوة: أ.د/ أمينة بلعلى مديرة مخبر تحليل الخطاب؛
المشرف العام الأستاذ: أرزقي خليفة عميد الكلية؛
رئيسة الندوة: د/فازية تيقرشة
قم بتنزيل المستند كاملاً بالضغط هنا