ملتقى وطني
حول
اللسانيات والعلوم العصبية والمعرفية
يوم 28 نوفمبر 2022
ديباجة
يحتل البحث اللساني الحديث والمعاصر مكانة مرموقة في دائرة اهتمام الفكر والعلم، حيث تتداخل علوم عديدة وتتضافر في سبيل الكشف عن الظاهرة اللغوية، ومن هنا تتعدد مناهج البحث اللساني وتختلف باختلاف زاوية النظر إلى اللغة وباختلاف الغايات والأهداف المرتبطة بدراستها
ولقد تميز النصف الثاني من القرن العشرين بظهور هذا النوع من الدراسة -التداخل الاختصاصي- وكان الباعث الأساسي لهذه الحركة الجديدة في البحث هو وصول فلسفة العلم إلى تحول في النظر إلى الأشياء من النظرة الجزئية إلى النظرة الكلية. وفي إطار هذه الفلسفة الجديدة اقتربت فروع العلم حتى كادت تذوب في وحدة تشملها جميعا، ومن ثمّ أصبحت وحدة العلم هي المثل الأعلى الإيجابي للروح العلمية المعاصرة. وهذه علامة من علامات تحول الفكر الفلسفي المعاصر، حيث الميل إلى التكامل في مختلف العلوم الطبيعية والإنسانية والاجتماعية، وكان لهذا التحول أثر في الدرس اللساني المعاصر فظهرت العديد من العلوم المتداخلة مثل اللسانيات النفسية واللسانيات الاجتماعية واللسانيات العصبية واللسانيات المعرفية
تعتبر العلوم المعرفية ثورة مضادة للسلوكية من حيث تغييرها لمسار البحث على جميع التخصصات فمن النموذج السلوكي الذي تمّ فيه إقصاء الذهن من برنامجه البحثي لصعوبة إخضاع العمليات الذهنية للملاحظة، إلى النموذج المعرفي الذي يبني موضوع بحثه على الذهن وجعله مركزا مهما في البحث التجريبي، ومن أبرز اللسانيين الذين اهتموا بهذا البحث نجد اللساني الأمريكي نعوم تشومسكي الذي تصدى بشراسة للنموذج السلوكي ليؤكد أنَّ البنى النحوية تخضع لتحويلات عميقة في ذهن المتكلم باللغة ليوجه النظر في أبحاثه المتطورة إلى مشروع توحيد العلم بين اللغة والذهن. وتعدّ العلاقة بين الذهن والجسد من أهم المشكلات العملية التي تلتقي فيها العلوم المعرفية بالعلوم العصبية، وقد أكدّ بعض العلماء أنّ العمليات المعرفية والعصبية شيء واحد، وقد أفضى هذا إلى تطبيق مناهج مختلفة للربط بين المعرفة ونشاط الدماغ
وتطرح قضية اللغة ضمن مشروع الذهن أو العقل فعلى قدر معرفتنا بطريقة اشتغال الذهن نعرف طريقة اشتغال اللغة، وبالتالي الكشف عن البناء العقلي للغة وتعد هذه الفرضية إحدى القضايا الجوهرية التي ما زال علماء اللسان يتناولونها ويطرحونها بمزيد من الفرضيات التي يقدمها مجال العلوم العصبية والمعرفية تلك هي الإشكالية الأساسية التي يطرحها هذا الملتقى من منطلق البحث عن العلاقة المتبادلة بين اللسانيات والعلوم العصبية والمعرفية ومن ثم الكشف عن بنيات العقل ضمن بنيات اللغة
أهداف الملتقى
يهدف الملتقى إلى إعطاء صورة لتداخل النظريات اللسانية الحديثة مع الحقول المعرفية الأخرى، والسعي إلى تفسير طبيعة العلاقة الموجودة بين اللسانيات وبين العلوم العصبية والمعرفية من منطلق التداخل الاختصاصي
ويسعى التداخل المعرفي بين النظريات اللسانية والعلوم العصبية والمعرفية إلى تقديم المزيد من التحديدات والفهم لخصائص اللغة البشرية، ومن أبرز هذه التحديدات البحث في طبيعة التنظيم الداخلي للدماغ البشري، ومحاولة اكتشاف بنياته التي لها علاقة باللغة وهي المهمة التي يقوم بها عدد من العلوم المتداخلة الاختصاص
محاور الملتقى
المحور الأوّل: المرجعية الفكرية للعلوم العصبية والمعرفية: الأسس والنشأة والمفاهيم
المحور الثاني: تطور الفكر اللساني من النموذج السلوكي إلى النموذج المعرفي: النظريات المفسرة للسلوك اللغوي: النظرية السلوكية، النظرية المعرفية، النظرية البيولوجية، النظرية الفطرية
المحور الثالث: تداخل النظريات اللسانية مع علم النفس المعرفي وعلم الأعصاب والعلوم المعرفية ( اللسانيات المعرفية الدلالة المعرفية النحو المعرفي، أمراض الكلام والعلوم العصبية ، قضايا اكتساب اللغة وتعلمها من منظور معرفي عصبي، التصورات الاستعارية، بناء التصورات )
المحور الرابع: المقاربات المعرفية للدرس اللغوي العربي
المستفيدون من الملتقى
الأساتذة والباحثون في تخصّصات مختلفة أقسام اللغة والأدب العربي، أقسام علم النفس، أقسام علم الاجتماع
طلبة الدكتوراه في مختلف التخصّصات
المختصّون في اللّسانيّات، والتّرجمة، وعلم الأعصاب، وعلم النفس وعلم النفس المعرفي، والأرطوفونيا
المسؤولون عن الملتقى
الرئيس الشّرفي للملتقى: أ. د أحمد بودة: رئيس جامعة مولود معمري، تيزي وزو؛
رئيس المجلس الأعلى للغة العربية ومدير مخبر الممارسات اللغوية في الجزائر: أ. د صالح بلعيد؛
رئيسة الملتقى: د. فريدة بن فضة
لمزيد من المعلومات، انقر هنا