الآداب والعلوم الإنسانية بين واقع الدراسات الأكاديمية والآفاق التنويرية
ملتقى دوليا حول
الآداب والعلوم الإنسانية بين واقع الدراسات الأكاديمية والآفاق التنويرية
يومي: 17 و18 جانفي 2022
إشكاليّة الملتقى |
يشهد العالم المعاصر تناقضات عدّة، أدّت بالبشرية في كثير من الأحيان إلى صراعات وصل بعضها إلى حالات من العنف مدمّرة، وقد ذهب بعض المؤرّخين والفلاسفة والأدباء إلى تفسير ذلك بخلل واقع في النظام المعرفي والتربوي بسبب طغيان المعرفة المادية على حساب المعارف الإنسانية، فأصبح العالم موجّها بفعل المصلحة الذاتية التي لا تضع اعتبارا للبعد الإنساني، ومن ثم نادوا بعودة الآداب والفنون والإنسانيات بشكل عام. وقد شهدت السنوات الأخيرة، عودة واضحة للمعنى الإنساني، وأصبح الفلاسفة والشعراء وعلماء الاجتماع وعلماء النفس وحتى السياسيون يدقّون أجراس الإنذار، يدافعون عن القيم الإنسانية ويسعون إلى حمايتها والتخويف ممّا يهدّد الإنسانية بفعل الإفراط في النشاط التقني المفرغ من المعنى.
لقد أصبحت عودة المعنى والقيم والأخلاق والدين والتصوف واحدة من الضرورات التي تسعى إليها الحياة الإنسانية المعاصرة، وصار الاستئناف المعرفي المنطلق من القيمة مطلبا وجوديا تبحث عنه وتتّجه نحوه البشرية لحماية نفسها من الآلية والتقنية والمادية والانفصالية والصنمية الجديدة، وأضحت ترى في هذه القيم حتمية إنسانية واجتماعية وحضارية، وأنّ سلامة الإنسان رهينة العلاقة السّليمة والمعادلة المتوازنة بين الإنساني والتقني، وبين الروحي والمادي، وبين الجمالي والعلمي، وبين التوظيف العقلاني لنتائج العلم وبين استخدامها في تحقيق المصالح والرغبات الذاتية؛ ذلك لأن مشكلات الإنسانية الآن ليست في معظمها نتاجا للفتوحات العلمية بل هي نتاج « القرصنة » التي قامت بها مؤسسات إدارية أو مالية أو عسكرية لتلك العلوم وتحويلها نحو غايات أخرى ليست هي الغايات الأصلية لها، مثلما حدث في قرصنة الحداثة وتحويلها إلى حالة استعمارية.
وكما أن هناك ضرورة لأن تستأنف العلوم الإنسانية دورها المعرفي والمنهجي، فثمّة حاجة ماسّة إلى إعادة توحيد هذه العلوم وانتظامها في نسق معرفي منسجم وتفعيل المشترك الفكري والمنهجي والمقصدي بينها، من أجل أن تؤدي دورها كمجموعة وليس كمعارف منفصلة، لقد أثبتت الخبرات فشل التخصّصات العمودية المفردة وتأكد أنّ تشظّي المعارف لا يتطلّب بالضرورة الانفصال والاستقلالية، وهذا خطأ منهجي وقعت فيه المعرفة وهي مطالبة اليوم بتصحيح هذا الخطأ والانتقال من التشظّي إلى الوحدة. فالحاجة إلى التركيب اليوم أصبحت أمرا حتميا نظرا لتعقّد المجتمعات والأفكار وتراكم الأنساق وتعدّد الإشكاليات وتزاحم التأويلات وتنوّع المقاصد، ممّا يتطلب رؤية مركّبة تستطيع الاستجابة لهذا التعدّد. وهذه الرؤية المركبة تقتضي النّظر إلى العلوم الإنسانية بوصفها علما واحدا له وظيفته وموضوعه ومنهجياته وغاياته.
لقد لعبت العلوم الإنسانية دورا أساسيا في نهضة الغرب، بفعل قدرتها على اكتشاف عمق الواقع والإنسان والفكر، فقدّمت نماذج معرفية هيّأت للعلوم المجردة ظروف النجاح، ومهدت للإنسان أن يؤسس نظريات وأفكارا ومناهج، وسهّلت له قراءة الماضي وتأمل الحاضر واستشراف المستقبل، غير أن مسارات المعرفة كانت غالبا ما تنحاز لجهة العلوم البحتة مما أخلّ بالمعادلة، فتحوّلت العلوم الإنسانية نحو الهامش وفقدت سلطتها تلك التي كان الإنسان والقيمة والمعنى بعض شعاراتها.
ولذلك تسعى المؤسسة الجامعية إلى خلق ميكانيزمات لتفعيل التنمية البشرية، وعلى الرغم من هذه المهمة فإنّ الدراسات الأدبية والإنسانية اليوم تعتريها نظرة دونية، وهو ما فتح المجال لخلق صورة نمطية شكّلت معول هدم للميكانيزمات التي تحرّك مجال البحث في الآداب والعلوم الإنسانية، وتقوّض المواهب الإبداعية لدى الفرد وتقضي على الذائقة الجمالية، وتُقصي الإنسان من دائرة الاهتمام.
وفي ظل التحولات التي يشهدها البحث العلمي وفي إطار توسيع آلياته، وجب توجيه الاهتمام بالدراسات في مجال العلوم الإنسانية بغية الإحاطة بالتّغيرات التي لحقت بها وعلاقتها بالتحوّلات المجتمعية والعالمية الراهنة؛ إذ لم يعد بالإمكان الركون إلى التّصورات التقليدية بل بات من الضروري خلق رؤى تحديثية جديدة، تجعل من هذا الميدان جزءا مهما يسهم في تغيير نظرتنا للحياة وإعادة الوظيفة الأساس للأدب باعتباره عطفا للقلوب على القيم، وذلك من أجل تشجيع التنافس على الإبداع، ومعاينة الجمال والعيش في مرابعه في عصر لم يترك العنف سبيلا إليه، ولم يترك النزاع الإقليمي والدولي مجالا لمراجعة طرائقنا في فهم الظواهر الإنسانية.
كيف يمكن، إذا، للمعارف الإنسانية أن تستعيد دورها وأن تسهم في هذا الحراك المعرفي الحضاري الشامل، من أجل أن تقيم نوعا من التوازن بين حلم الإنسانية بالحياة في سلام وبين التسابق العلمي والتقني والمالي؟ كيف يمكنها أن تسهم في رسم خريطة إنسانية توجّه الإنسان نحو التقدّم دون أن يخسر قيمه ودون أن يضيع رسالته الأصلية في خلافة الأرض وعلى أساس من التعايش والتعاون والتعاقد الاجتماعي؟ ما الرسالة التي ينبغي أن يوجّهها العلم الإنساني وما الدور الذي ينبغي أن يقوم به في السياقات العالمية وفي ظل الأنساق المضمرة الكبرى الموجّهة لمسارات العالم؟ وما آليات التفاعل بين المعارف الإنسانية من أجل أن تشكل حلفا معرفيا يخدم الإنسانية؟
عطفا على ما سبق، يسعى مخبر تحليل الخطاب، بجامعة مولود معمري بتيزي وزو، إلى فتح باب النقاش من خلال ملتقاه الدولي العاشر للوقوف عند الأسباب الحقيقية لتهميش دور الآداب والعلوم الإنسانية والبحث عن الآليات التي من شأنها تحفيز البحث العلمي والرفع من إنتاجية المبدعين ومد أواصر التحاقل المعرفي والثقافي، وذلك لمجابهة الرهانات والتحديات التي تغذيها البراديغمات الجديدة، الأمر الذي يلزمنا بطرح مجموعة من الأسئلة:
ما هو واقع الدراسات في الآداب والعلوم الإنسانية؟
ما جدوى الدراسات الأدبية والإنسانية في ظل التكنولوجيات المعاصرة؟
ما السبيل إلى تحويل الاهتمام من أجل خلق وعي جمالي يحفز مجال التنمية البشرية؟
المحاور |
واقع البحث في العلوم الإنسانية في الجامعات العربية تداخل الاختصاصات والعلاقات البينية ودورها في رفع التعارض بين الإبداع الفني والعلم.
سؤال القيم في ظل التكنولوجيات المعاصرة.
ضرورة الشعر واستئناف الشعري لمواجهة أزمات الذوق والتعبير في ظل سلطة التقنيات المعاصرة.
النقد الأدبي وتحليل الخطاب في ظل العلوم الإنسانية: المكاسب والإحراجات.
العلوم الإنسانية من بناء السرديات إلى تفكيكها، أو من الحداثة إلى ما بعدها.
العلوم الإنسانية ومراجعة الخطابات: الهوية، الذات، التنوير، الآخر… إلخ
براديغمات العلوم الإنسانية وآليات تحوّلها.
أنساق العلوم الإنسانية المضمرة.
الرهان على العلوم الإنسانية في إقامة التوازن بين المتناقضات في الفكر والواقع.
العلوم الإنسانية في سياق العولمة، الهيمنة وتجارب التحرر.
الرقمنة، هل هي التفاف على حراك العلوم الإنسانية؟
نماذج معرفية في سياق العلوم الإنسانية: تجارب وأعلام.
نحو منهج علم إنساني في دراسة الفكر والواقع.
مفاهيم ومصطلحات علوم إنسانية عابرة للتخصصات ودورها في تحليل الخطابات.
نصوص وخطابات عابرة للتخصّصات: السرد نموذجا.
رئيسة الملتقى: د. العباس عبدوش
رئيسة اللجنة العلمية: د. عزيز نعمان
اللّجنة العلمية للملتقى:
أ.د. آمنة بلعلى، أ.د. راوية يحياوي، أ.د. ذهبية حمو الحاج، أ.د. سامية داودي أ.د. مصطفى درواش، أ.د. عبد الله العشي، أ.د. نعيمة بن يعقوب، أ.د. حبيب مونسي، أ.د. أسماء بن قادة، أ.د. أحمد حيدوش، أ.د.عاشور فنّي، د. علي حمدوش، د. عبدوش العباس، أ.د. عيني بطوش ، د. نادية قادة، د. شامة مكلي، د. حسينة فلاح، د. نوارة ولد أحمد، د. ليندة عمي، د. تسعديت قوراري، د. تسعديت بن أحمد ، د. مريم حنصالي، د. صليحة مرابطي، أ.د. كريمة بلخامسة، د. كريمة حميطوش، د. فريزة رافيل، د. نبيل محمد الصغير، د. خديجة حامي، د. عمارة ويزة، د. محمد الأمين لعلاونة د. سامية تومي، أ.د. محمد شوقي الزين (الجزائر)، أ.د .منيرة شطي (فرنسا)، أ.د رضا بن حميد، أ.د. محمد آيت ميهوب ( تونس )، أ.د عيد بلبع (مصر)، أ.د. ناصر اسطمبول، أ.د. الريم الفواز (السعودية) أ.د شريفة اليحيائي (سلطنة عمان)، أ.د. مها خير بك (لبنان)، .د. عبد القادر فيدوح (قطر).
رئيسة اللجنة التنظيمية: د. شامة مكلي
اللجنة التنظيمية
د. محمد الأمين لعلاونة، أ. أمينة هلال، أ. ريمة بوكابوس، أ. فدوى توريريت، أ. مليكة نزليوي، أ. صالح معتوق، أ. نور الدين خنيش، أ. فاظمة سوداني، أ. صارة أوراغي، سارة حميدو
شروط المشاركة |
يجب أن يكون البحث أصيلا وغير منشور أو مشارك به في ملتقيات سابقة.
يشترط في المشاركات أن تكون فردية.
أ ن يرسل الباحث ملخصا للبحث لا يتجاوز 300 كلمة، يتضمّن عنوان البحث والمحور مع بيان أهمية الموضوع وإطاره المعرفي.
أن يرسل الباحث بعد إخطاره بقبول الملخص مداخلته كاملة، محرّرة ببرنامج وورد خط (simplified arabic) مقاس 14 في المتن و12 في الهوامش، وتكون الهوامش مرتبة آليا في نهاية البحث.
يتمّ تحكيم الأعمال من قبل اللجنة العلميّة، وفي ضوء تقييمها، يتم نشر الأعمال في الكتاب الخاصّ بالملتقى.
لغات الملتقى
اللغة العربية، الأمازيغية، الإنجليزية، الفرنسيّة.
مواعيد الملتقى |
آخر أجل لاستلام ملخصات البحوث: 20 أكتوبر 2021.
الرد على الملخصات المقبولة: 05 نوفمبر 2021.
آخر أجل لاستلام المداخلة كاملة: 25 نوفمبر 2021.
الرد على المداخلات المقبولة: 10 ديسمبر 2021.
تاريخ انعقاد الملتقى: 17 و18 جانفي 2022 بجامعة مولود معمري، تيزي وزو الجزائر.
روابط التواصل:
البريد الإلكتروني colloqueadaab10@ummto.dz
Téléchargez ICI